بقلم: محمد خطار

تحرير: عبير علان

متطوع من محافظة مأدبا

 

لطالما آمنت بالمساهمة في تغيير المجتمع للأفضل، ولهذا كان ومازال التطوّع ركناً أساسياً في حياتي، حيث عملتُ وتطوعتُ مع العديد من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني. في عام 2016، انضممت إلى عائلة هيئة أجيال السلام وكانت هذه المرحلة نقطة التحوّل في حياتي للأفضل.

بدأت قصتي من برنامج التماسك المجتمعي في المجتمعات المُضيفة، حيث تلقيت تدريباً مدته أسبوع حول الحدّ من العنف والصراع والنزاع في المجتمعات المضيفة من خلال برامج الرياضة والفن من أجل السلام، من بعدها أيقنتُ بضرورة التعامل مع مختلف الشخصيات وتقبّل جميع الآراء بغض النظر عن رأيي الشخصي. بعد انتهاء التدريب، قدّمنا أفكاراً لمشاريع مجتمعية وقد كُرّمت من قبل الهيئة كرائد مجتمعي للمشروع، ما شجّعني على مضاعفة مجهودي أنا والفريق، حيث قمنا بتدريب وتأهيل 200 شخص ممن يواجهون صعوبة في التعامل مع اللاجئين في مجتمعاتهم، عبر استخدام الرياضة والفن وكسب التأييد كأدوات من أجل بناء السلام.

محمد خطار خلال إحدى الجلسات التدريبية التابعة لهيئة أجيال السلام

 

خلال تنفيذ مشروعنا، واجهنا العديد من التحدّيات حيث أن العمل على زيادة الوعي بأهمية تقبّل الآخرين لم يكن بالشيء السهل، واجهنا الرفض في بداية الأمر من البعض، كما وجدنا بأن الكثيرين لم يدركوا المعنى الحقيقي للسلام والذي يشمل تقبّلنا لاختلافاتنا في مجتمعنا المحلي، هذا كان من أكبر التحديات.

لم نيأس رغم العقبات بل عملنا كفريق دون انقطاع في الجلسات، إلى أن وصلنا إلى النتائج المرجوّة وشهدنا التغيير الإيجابي في المشاركين، الذين تناقلوا فيما بينهم وبين المجتمع المحلي تجاربهم والمعرفة التي اكتسبوها من البرنامج والمبادرة.

أن نشهد هذا التأثير الإيجابي في مجتمعنا، دفعني أنا والفريق لمواصلة العمل والتفكير بمبادرات مجتمعية جديدة، حيث أطلقنا وبدعم من الهيئة مبادرتين تهدفان إلى تمكين الشباب اقتصادياً وسياحياً.

في المبادرة الأولى “التمكين الاقتصادي للشباب” عملنا مع محترفين في الصناعات اليدوية لخلق فرص عمل للمتدربين، ثم قمنا بتشبيكهم مع مؤسسات دعاية وإعلان محلية لبيع منتوجاتهم. أما المبادرة الثانية والتي حملت عنوان “التمكين السياحي” فقد كانت حول صنع لوحات من الفسيفساء لدعم السياحة في مأدبا، ما ساهم في مساعدة المتدربين في دعم السياحة المحلية وتأمين المصروف في ذات الوقت.

ترك الأثر الطيب في نفوس الناس، والعمل بالخير ونشره في المجتمع يمنحنا السلام الداخلي أولاً والخارجي ثانياً، وإذا فعلاً أردت أن تشهد التغيير، ابدأ أنت في التغيير الإيجابي.

شكراً سمو الأمير فيصل بن الحسين على دعمك لنا في بناء السلام في مجتمعاتنا وشكراً لكل شخص كان داعماً لنا.

شكراً أجيال السلام.