أصبح العمل التطوّعي من مظاهر الحياة المُعاصرة التي برز فيها دور الشباب في الحياة الاجتماعية، وزادت خلالها مشاركتهم في حركة تنمية وتقدّم المجتمع. ويوماً بعد يوم، تزداد أهمية التطوّع وتزداد المنظمات والمؤسسات التي تعتمد عليه، نظراً لتعقّد ظروف بعض المجتمعات حول العالم. كلّ الصعوبات والضغوطات التي تتعرّض لها المجتمعات أوجدت الحاجة إلى إطلاق مبادرات تدعو إلى انخراط الشباب في مختلف البرامج، البرامج التي تعمل على توجيه طاقاتهم نحو إحداث التغيير الإيجابي وتحويل الصراع وبناء السلام.

منذ عشر سنوات، وعمر يعمل في مجال التطوّع، وهو الطريق الذي فتح له أبواباً عديدة في الحياة من حيث لقاء أشخاص جدد وتوسيع المدارك وكسب المهارات، والأهم من هذا، هو الطريق الذي أتاح له أن يُساهم في قيادة التغيير الإيجابي في مجتمعه.

شارك عمر في عدّة برامج وأنشطة تطوعية، كل تجربة ساعدته في فهم ذاته أكثر وصقلت من شخصيته وكانت إضافة قيّمة إلى حياته. ومؤخراً وبعد حضوره كمشارك في برامج هيئة أجيال السلام، تطوّع عمر للعمل مع الهيئة ضمن برنامج “كسب التأييد من أجل السلام والاستقرار الاجتماعي” الذي تنفذه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مختلف محافظات الأردن.

البرنامج يهدف إلى تعزيز فكرة بناء السلام وتقوية علاقات الشباب في المجتمع والبُعد عن العنف، وهذا هو بالتحديد ما دفع عمر للمسارعة بالتقدّم للتطوّع، شغفه في إحداث التغيير الإيجابي وإيمانه بدور الشباب في قيادة هذا التغيير.

خلال البرنامج، نفّذ عمر مع متطوعين آخرين مبادرة للشباب تحت عنوان: “توفير المساحة الآمنة للشباب”، والتي شكّلت منصة للشباب في المجتمع المحلي للتعبير عن أفكارهم وكلّ ما يجول بخاطرهم بكل حرية ضمن بيئة آمنة داعمة لهم وللتغيير الإيجابي الذي يطمحون إليه. بعد نجاح أول جلسة، لاقت الجلسة الثانية حضوراً وتجاوباً أكبر من الشباب، وبذلك تحولت هذه المبادرة إلى منصة لمناقشة مواضيع تخص الشباب وتهمهم.

في أسلوبه للوصول إلى الشباب، مزج عمر السرد الإيجابي لزرع الثقة ولتبادل الأفكار ووجهات النظر، فبالنسبة له السرد الإيجابي يعني مشاركة المواقف والقصص الإيجابية التي نشغل فيها أوقات فراغنا وتفكيرنا حتى لا نتطرق إلى أي أفكار سلبية أو عنيفة. خلال سنوات طويلة من العمل في مجال التطوّع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية، يقول عمر بأن السرد الإيجابي كان الوسيلة الأكثر فعالية لنقل أفكار الشباب من الجانب المظلم إلى الجانب المضيء.

التطوّع هو الطريق لنكون جزءاً من التغيير، قبل ما أن نشهده. والشباب هم فعلاً قادة التغيير الإيجابي، فمن تجربته في التطوّع، يقول عمر:

“الشباب طاقة حيوية لا تنضب، أعطهم الفضاء الآمن وانتظر منهم التغيير.”