الرأي – 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2020 – يلخص الشاب عبد الحكيم الخوالدة مفهومه للتطوع بأنه «نهج حياة» انتهجه واتخذه طريقة للعيش لتقديم المساعدة للآخرين وبث روح التعاون ونشر المحبة والخير في المجتمع.
ويلاحظ الخوالدة أن فكرة التطوع «غير مألوفة» في المجتمع المحلي.
لذلك، يلجأ في جلسات الحوار، التي يديرها بتنظيم من هيئة أجيال السلام في المراكز الشبابية في المفرق، إلى تسييرها بطريقة مختلفة..
فهو قبل كل جلسة يخترع عيادة نفسية وهمية يعالج فيها مشاكل الحضور بطريقة كوميدية «في محاولة مني لكسر الجمود بين المشاركين، ولأترك انطباعا طيبا في نفوسهم يعزز روح التواصل والمودة بيننا».
وهو يبني سلوكه ضمن أطر الإنسانية والفطرة السليمة، ما يسهم في تعزيز قدرته وتمكينه من إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات التي «نسعى لأن تكون دائما أفضل وأكثر تماسكا ومرنا يسوده التقبل والاحترام والمحبة والألفة».
ويوضح الخوالدة أن هدفه من التطوع هو «تقديم الخير والحب ونشر الابتسامة على وجوه الآخرين».
كما يهدف إلى تمكين الشباب ودعمهم في المجتمعات لإحداث التغيير الإيجابي وإشراكهم في الحياة العامة وتكوين قيادات شبابية بمنحهم الفرص وتمكينهم ليكونوا مصدر إلهام لأنفسهم ولغيرهم للوصول إلى مجتمع يقبل الآخر ويحترم وجوده وينخرط فيه كل أطيافه.
ولم يكن العمل التطوعي مندرجا في جدول حياة الخوالدة قبل سنوات، إلى أن انضم إلى عائلة أجيال السلام، متطوعا يسيّر الجلسات الحوارية في برنامج عزم الشباب، التي تُعقد بهدف نشر السلام وتقريب وجهات النظر بين أفراد المجتمع، حتى أصبح عمله التطوعي عالما يشعره بالسعادة ونقلة نوعية في حياته.
وهو عندما يراجع مسيرته التطوعية؛ ستذكر أولئك الذي كانوا دائما داعمين له بدءا من عائلته الذين لم يبخلوا عليه يوما بشيء، ومركز شباب بلعما «بيتي التطوعي الأول» ثم هيئة أجيال السلام التي «كانت الداعم الحقيقي لي ومكنتني وفتحت لي الفرص والأبواب لأنطلق في رحلة نشر السلام والمحبة التي أصبحت جزءا رئيسا من معتقداتي ومبادئي».
وأكثر ما يسعده هو أنه في الجلسات الحوارية كان ينشر الفرح على وجوه الكثيرين.
ويستذكر أنه في زيارة لوفد بريطاني لإحدى جلسات برنامج التماسك الاجتماعي وقف طفل سوري طالبا التحدث، ليباشر الغناء للأردن وسوريا بطلاقة وفرح..
هو الطفل ذاته الذي حاول الخوالدة مرارا وتكرارا إخراجه من دائرة الخجل المفرط التي تقوقع داخلها، كان الطفل خجولا منطويا على نفسه لا يخالط أبناء جيله ولا يُحادثهم أبدا.
عندها، يقول الخوالدة، «شعرت في تلك اللحظة بضخامة ونُبل عملي التطوعي».
وهو عندما يتأمل المستقبل والتطلعات التي دائما تشغل حيزا من تفكيره لإكمال طريقٍ مقتنع تماما بمدى نبله وإنسانيته يسعى لتسخير ما تعلمه من تجارب وخبرات، من خلال «فريقنا التطوعي الخاص (تطوع شباب بلعما)، إلى نشر رسالة السلام في المجتمعات وتمكين الشباب وإدماجهم بالعمل التطوعي».
وهو يسعى معهم لجعل بلعما نموذجا لمجتمع متكافل اجتماعيا يعتمد على ذاته في توفير الخدمات وفرص العمل وإيجاد شباب منخرطين بالحياة العامة والحياة المدنية..
مجتمع «تحكمه القيم الإنسانية ويدفعه التكافل الاجتماعي للعيش المشترك والمتعاون ولأن نكون مجتمعا منتجا يسهم بتخفيف الحمل عن الوطن، ومن ثم تعميم التجربة على سائر مناطق المملكة».
ويؤكد الخوالدة أنه بات مؤمنا بأن نقل رسالة السلام من جيل إلى جيل «واجب عليّ، وأصبحت جزءا أساسيا من معتقداتي».