لطالما كان الإعلام أول وأهم الطرق نحو صناعة الآراء، والتي بدورها تتحول إلى مواقف والتي بدورها تقوم بتغيير الثقافة العامة للمجتمع، وتصنع الانحيازات وتؤثر في الكثير الكثير من مناحي الحياة سواء الشخصية للأفراد أو الجماعية لعلاقة الأفراد مع بعضهم داخل المجتمع، والتي قد تصل في أحيان معينة إلى مستويات سحيقة من العنف والتضاد والاقصاء بين أفراد المجتمع.

نعم! الإعلام قادرٌ دائمًا على تشكيل رأيك ورأي المحيطين بك، فهو الذي سوف ينقل الآراء ووجهات النظر، ويصوّر الوثائق والأحداث، الإعلام قادر على توجيه المجتمعات ولذلك فهو ذو أهمية كبرى في مهمات صناعة رأي جماعي بعيد عن المفاهيم السلبية كالعنف، وترسيخ وإرساء مفاهيم السلام والمساواة والإندماج والإنسجام.

ومن هنا جاءت الحاجة لتدريبات برنامج “إعلام السلام” والتي عقدت بالشراكة بين هيئة أجيال السلام والسفارة الأمريكية في عمّان، وأقيمت الجلسات التدريبية شهر آذار الماضي في المقر الرئيسي لهيئة أجيال السلام في عمّان، وشارك في البرنامج أكثر من 50 شخصًا من العاملين في مجال الإعلامي من صحافيين ومراسي أخبار ومعدي برامج ومقدميها ومذيعي النشرات الإخبارية والمصورين الصحافيين، من مختلف المنصات الصحافية والإعلامية من مختلف محافظات الأردن.

وتدور محاور الجلسات في البرنامج التدريبي حول أخلاقيات الإعلام والصحافة الحساسة للنزاع وأخلاقيات الصورة الصحفية والإعلام الرياضي،  وهي مفاهيم إعلامية بعضها أساسي والبعض الآخر مستحدث في مجال الإعلام، وتصب جميعها في مصلحة بناء بيئة إعلامية إيجابية، تعمل من أجل نقل الخبر بحيادية وموضوعية، وتثقيف المجتمعات وبناء روابط الوحدة بين أفرادها، مما يساهم في تسريع عجلة النمو والازدهار.

بعد ختام تدريبات إعلام السلام، رصدنا انطباعات عدد من المشاركات والمشاركين وتركنا لهم حرية التعليق حول مفاهيم البرنامج والأفكار التي انبثقت في أذهانهم بدافع من المعلومات والتدريبات التطبيقية التي احتوتها جلسات تدريبات إعلام السلام.

حسام نصّار / رؤيا (عمّان)

يركز معد الأخبار الرياضية في قناة رؤيا، حسام نصار على مفهوم الإنسانية وعلاقتها بالإعلام قائلًا (الإنسانية أهم من السبق الصحفي، والانسانية أولى من مانشيت الصفحة الرئيسية، الانسانية تسبق كل شي حتى المهنية في عالم الصحافة).

 

فرح منقار / جامعة البترا (عمّان)

وتقول طالبة الصحافة والإعلام فرح منقار (البرنامج عزز لدي كيفية استخدام الإعلام كأداة سلام، أي أن يقوم العمل الإعلامي على أخلاقيات وممارسات إيجابية تساهم في نشر التسامح والسلام بعيداً عن كل مايساهم في نشر العنف والتحريض والتأجيج).

 

علاء بلاسمة / خبرني (الرمثا)

المراسل ومحرر الأخبار في وكالة خبرني، علاء بلاسمة يعلق على تأثره بالبرنامج قائلًا (تمكن برنامج إعلام السلام من زيادة وعيي الصحفي بإخراج مواد تناهض العنف وتعزز فكرة السلام لدى الأفراد).

 

 

هبة الخصاونة/ نبض المملكة (إربد)

المحررة في وكالة نبض المملكة الإخبارية، هبة الخصاونة تبدي حماسًا تجاه مواضيع الجلسات التدريبية قائلة (من خلال مشاركتي في #إعلام_السلام تلقيت طرح جديد ومشوق للمواضيع الإعلامية، حيث يجب نقل الخبر أو الصورة بطريقة تراعي الايجابية والابتعاد عن السلبية، والأهم هو اتباع أخلاقيات المهنة).

 

أروى أبو رمّان / جامعة اليرموك (إربد)

طالبة الصحافة والإعلام، أروى أبو رمّان تعلّق بالإضافة على محتوى التدريب على الإجراءات التي تم مراعاتها للحد من انتشار وباء كورونا والأساليب التي انتهجها البرنامج، قائلةً (كانت تجربة رائعةً لفتني بها الاهتمام بإجراءات الوقاية، عطفًا على أن أسلوب التدريبات التفاعلي غير التلقيني والممل،بالإضافة لأن المدربين كانوا رائعين وقدموا لنا فوائد كثيرة ومعلومات خسرنا جزء كبير منها كطلاب في فترة الدراسة عن بعد).

 

شذى شمايلة/ المكتب الإعلامي لأمانة عمّان

تقول المحررة في المكتب الإعلامي لأمانة عمّان الكبرى شذى الشمايلة: (إن تجربة تدريب إعلام السلام كانت تجربة غنية جداً في المحاور التي تناولها التدريب، ودور الإعلام في إحداث أثر إيجابي في المجتمع، وأهم هذه المحاور بالنسبة لي هو التوجه نحو الإنسانية في تغطية الأحداث وعلاقة الصحفي بالحدث لا الأشخاص والتزام معايير الموضوعية وعدم الانحياز واختيار المفردات الدقيقة الصحيحة سواء بالتقارير المكتوبة أو المصورة).

وتكمل شذا (ثاني هذه المحاور هو المفهوم الصحيح لمصطلح نزاع وفكرتنا التقليدية عنه، إذ أدركت أن النزاع هو بداية الاختلاف الذي قد يؤدي إلى التأزم، وكصحفي وجب علي تحليل النزاع وتحديد أطرافه واختيار لغة حساسة للنزاع. أما المحور الجديد كلياً بالنسبة لي فهو الإعلام الرياضي وضرورة نشر ثقافة ممارسة الرياضة والحالة الرياضية من أحداث أو لاعبين).