الرأي – 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 – ترعرعت منذ طفولتي بين عائلة عطوفة تحب العطاء والتميز وتحث أبناءها على أن يكون لهم دور مهم في أي منحنى من منحنيات الحياة، كنت دائما سباقة لكل نشاط تضعه الحياة أمامي معتبرة إياه فرصة ثمينة أُُثري بها ذاتي وذوات الآخرين، على العطاء والتأثير، إيماناً مني أنّ الأثر الإنساني الأخلاقي باقٍ لا يُمحى، وهو جزء من مسؤولية وجودي هذا ما قالته المتطوعة أسيل الحجاحجة.
وتقول الحجاحجة أنها متطوعة منذ الصغر، على مستوى المدرسة ثم المجتمع «من خلال تقلدي منصبا شبابيا تطوعيا في وزارة الشباب، وكانت بذلك عضوا فاعلا اجتماعيا وعلى نطاق المحافظة.
والحجاحجة ناشطة في قضايا الشباب ومدربة مهارات حياتية وتنمية وتطوير ذاتي، وعملت مع هيئة أجيال السلام كمدربة تطوعية.
وتقول أن الهيئة تقدم برامج متميزة متكاملة وريادية خلاقة، تقف بجانب الشباب وتدعمهم ببيئة العمل فكرا وتطبيقا من خلال أفكارها التي تحاكي الواقع العربي والإقليمي، كما أن تأثيرها لا يقتصر على المتدربين فقط بل على المدربين أنفسهم وعلى كل الفئات المستهدفة.
وتوضح الحجاحجة أن طبيعة عملها التطوعي يعتمد على لقاءات واجتماعات واقعية وانخراط مباشر ببيئة العمل.
لكن في الفترة الماضية وقفت جائحة كورونا لهم بالمرصاد، ولم يستطيعوا حينها أن يلتقوا كفريق عمل ليعقدوا اجتماعات ويتبادلوا الأفكار ويضعوا الخطط.
إذ شكلت كورونا صدمة للجميع، ووقفت عائقا يمنع العمل التطوعي من الاستكمال، لكن نظرا لإيمانهم بأن الشباب قادرون على مواجهة أي عائق، وهم أكثر فئات المجتمع إصرارا على المواصلة وقوة العزيمة وشدة الهمة، فقد «قررنا أن نستخدم شتى الوسائل لنبقى على اطلاع وتواصل واستمرارية في العمل.
فعقدوا تدريبات الهيئة على برنامج «زووم» وكانت تجربة جميلة تعلمت منها الكثير، إذ تعلمت كيف يمكن لأي فرد تعج نواياه طيبة في العطاء أن يمتلك صبرا وقوة في الاستمرار بعطائه في أقسى الظروف. وتعلمتُ أن الشباب بهم كل الخصل المناسبة لتغيير أي واقع ولتخطي أي تحدٍ ولمواجهة أي صعوبة وأن حقا بأيديهم زمام المبادرة وزمام التغيير والاستمرارية.
وتشير الحجاحجة إلى أنه سنحت لها الفرصة بلقاء ولي العهد الأمير حسين في معسكرات الحسين للعمل والبناء لمناقشة ميزة الدراما الصامتة وتأثيرها في إيصال رسائل للشباب الأردني بشكل أسرع وأبلغ.
ثم كان شاركت بعدة مؤتمرات ولقاءات تلفزيونية اتطرح بها الصعوبات التي تواجه الشباب الأردني المتعطش للتغيير والإصلاح وطرح برامج توعوية وتطوعية فاعلة تسعى للوصول إلى تسوية وحلول لهذه التحديات كما تفعل وزارة الشباب وهيئات عدة كهيئة شباب كلنا الأردن.
ثم بعد التحاقها بالجامعة تفتحت علي أبواب العمل التطوعي بكل أنواعها، فكانت لا اتتردد أبدا بالولوج إلى أيٍ منها، ولم تقتصر مشاركتها على منظمات محلية فقط، بل تعدت إلى منظمات وهيئات دولية مثل USAID وميرسي كور.