هيئة “أجيال السلام” تستضيف المشاركين من ١٢ بلداً من أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مقرها بعمّان

 

٢٧ شباط ٢٠١٨ عمّان، الأردن: قام تحالف الأمم المتحدة للحضارات، وبالتعاون مع هيئة “أجيال السلام” بعقد ورشة عمل جديدة استمرت لأسبوع وذلك لمواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز الحركة العالمية لصانعي السلام الشباب. وقد أُقيم هذا الحدث في مقر هيئة “أجيال السلام” في الفترة ما بين ١٩ إلى ٢٣ شباط ٢٠١٨، واستضاف ٢٠ من صانعي السلام الشباب الذين يمثّلون منظمات شبابية في مجتمعاتهم المحلية من 12 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ عاماً.

واسترشاداً بالمبدأ القائل بأن الشباب هم العناصر الفاعلة في تحقيق السلام والتماسك الاجتماعي، فقد نفذت منظمة “تحالف الأمم المتحدة للحضارات” ورشة العمل بوصفها المرحلة الثانية من برنامج مكوّن من أربعة مراحل يهدف من خلالها إلى تطوير قدرات الشباب في عمليات بناء السلام والعلاقات الدولية. وجاء هذا الحدث بعد شهرين من التحضير المكثّف على الإنترنت، والذي قاده خبراء ميدانيون ومدربون حيث قاموا بمساعدة صانعي السلام الشباب على تحليل الصراعات، واستخدام أدوات بناء السلام لبناء الجسور بين الثقافات والأديان، كما ساعدوهم في تصميم مشاريع السلام والتي سينفذها المشاركون في بلادهم لدى عودتهم إلى ديارهم.

ويدعم برنامج الشباب لبناء السلام التابع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات جيل الشباب، من حيث اكتسابهم للمهارات التي تعزز دورهم الإيجابي في قضايا السلم والأمن وفي منع نشوب الصراعات العنيفة، مع تسليط الضوء على المبادرات والإجراءات والمشاريع التي يباشرها الشباب المتعلقة بحقوق الإنسان وعمليات بناء السلام وتعزيز التنوع. كما يزودهم البرنامج بأدوات لمعالجة القوالب النمطية والتحيّز من أجل بناء مجتمعات أكثر شمولاً وأكثر سلمية وعلى نطاق عالمي.

برام فان هافر، أخصائي إدارة المشاريع في تحالف الأمم المتحدة للحضارات ومنسق برنامج الشباب لبناء السلام، علّق على الحدث قائلاً: “لقد كان من دواعي الشرف بأن نلتقي بصانعي السلام الشباب، حيث شهدنا انسجامهم وتعلّمهم من بعضهم البعض، ونموّهم في نهاية المطاف بقدرتهم على تطبيق أدوات بناء السلام ضمن مجتمعاتهم المحليّة. وتحقيق هذه النتائج المذهلة خلال فترة أسبوع ما هو إلّا دليل على شغف وتفاني القادة الشباب الذين حضروا ورشة العمل، ويُعتبر هذا نتيجة مباشرة للرؤية والتوجيه من قبل المدربين ذوي الخبرات من منظمات مثل “أجيال السلام”، وهذا الإنجاز ما هو سوى منارة أمل لتعزيز السلام الدائم والشمولية في المستقبل.”

شادي روشهباز، صانعة سلام من إيران، تستذكر ما تعلّمته من ورشة العمل: “سيؤثر هذا البرنامج على الكثيرين لأننا نعمل في بيئة تسمح بتوسّع علاقاتنا وبالتالي زيادة انتشار التوعية بين الناس، لذلك فإن المهارات والأدوات التي أثرانا بها البرنامج عبر الإنترنت كانت طريقة رائعة للتأكد من أننا نتعلم المنهجية المناسبة للاستفادة من التدريب قبل بدء ورشة العمل وبالتالي استخدامها هنا في الورشة ولنعود بعد ذلك الى الوطن لخلق تدريب مستدام.”

وعلّقت لما حطّاب، مديرة برامج هيئة “أجيال السلام” قائلة: “شكّلت شراكتنا مع منظمة “تحالف الأمم المتحدة للحضارات” فرصة رائعة للجمع بين علاقاتنا وجهودنا في دعم الشباب لبناء السلام في جميع أنحاء المنطقة. وبصفتي مدرّبة ضمن البرنامج، لقد اندهشت حقاً بالمشاركين و سعدتُّ بإتاحة الفرصة لهم بتبادل أدوات وخبرات “أجيال السلام” لدعمهم في تحويل شغفهم إلى تأثير ملموس ودائم في مجتمعاتهم المحلية. وكان من أبرز الأحداث زيارتهم إلى المدرسة لرؤية نهجنا في العمل، حيث قاد الطلاب أنشطة “أجيال السلام”، وبإشراك الطلاب الآخرين، وذلك بهدف تعزيز القيادة الشبابية والمواطنة المسؤولة والتماسك الاجتماعي.”

يُعتبر برنامج الشباب لبناء السلام التابع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، والذي تم تنفيذه بدعم سخي من الوكالة الدولية للتعاون والتنمية لحكومة اكسترمادورا المحليّة في اسبانيا ( AEXCID)، مثالاً قوياً على الشراكة التي يمكن أن تعزز قرار مجلس الأمن ٢٢٥٠ الرائد بشأن الشباب والسلام والأمن، والذي يقرّ بأن “الشباب يلعبون دوراً هاماً وإيجابياً في صون وتعزيز السلم والأمن الدوليين”.