ليان الصيفي، مسؤولة التواصل في أجيال السلام

أطلقت منظمة أجيال السلام في عام 2021 مشروع التعاون بين الآباء والمعلمين الذي يتم تنفيذه ضمن إطار برنامج تعزيز الجودة في التعليم الدامج في الأردن المنفذ من قبل التعاون الدولي الألماني (GIZ)، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومع ‎جمعية أنا إنسان لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ركزت أهداف المشروع ومدته ستة أشهر على تحسين التحصيل العلمي للطلاب، وخاصةً الطلاب ذوي الإعاقة في ظل جائحة كوفيد-19 التي أثرت على تعليمهم.

عمل المشروع على رفع مستوى القدرات لدى الآباء والمعلمين فيما يخص أنشطة التعلّم المنزليّ الدامجة، بالإضافة إلى تحسين العلاقات التعاونية بين أولياء الأمور ومعلميّ ومعلمات المدارس لتعزيز البرامج الحالية وإجراءات الاستدامة من خلال التواصل مع الأشخاص المعنيين ومجتمعات التعليم.

استهدف برنامج التعاون بين الآباء والمعلمين كل من أولياء الأمور ومعلمي ومعلمات المدارس من ست مدارس مختلفة في كل من مديريات التربية لماركا، عجلون، والكرك، ووصل إلى 144 مستفيد بصورة مباشر و606 مستفيد بصورة غير مباشر.

http://https://www.facebook.com/GenerationsForPeace/videos/507210091068565

علياء، أحد المشاركين في برنامج التعاون بين الآباء والمعلمين وهي أم لأربعة أطفال، وعلى الرغم من شهادة علياء  في الصيدلة إلا أن سعيها لإعالة عائلتها دفعها للعمل كسائقة حافلة للطلاب على فترتي دوام متتاليتين. وُلد أصغر أطفالها، حمزة، قبل أوانه مما جعله يعاني من مشاكل معينة منها الذاكرة. إلا أن علياء حافظت دوماً على إيمانها بقدرات ابنها،وقادها ذلك إلى مساعدة ابنها والأطفال الآخرين الذين يواجهون صعوبات في التعلم. كما دفعها شغفها للتعلم للإنضمام إلى حملة برنامج التعاون بين الآباء والمعلمين.

“أنا أعمل كسائقة حافلة لطلبة المدارس، ولطالما كنت أساعد الطلاب ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة الذي يستقلون الحافلة معي كل يوم. دائمًا أذكِّر الطلاب في الباص وأقول لهم أن الله يحتسب الأفعال الحسنة دائماً مما يحفزهم ذلك على مساعدة الطلاب ذوي الإعاقة في الصعود والنزول من الباص.”

من خلال البرنامج، شاركت علياء في الجلسات النظرية في مدرسة الأمير حسن الابتدائية المختلطة في عمّان حول المفاهيم الأساسية المتعلقة بالإعاقة والتعليم الدامج. ساعدها ذلك على تحسين معرفتها بالمصطلحات والأطر المتعلقة بالإعاقة. كما شاركت في الجلسات المتقدمة حول التعليم المتمايز والتقنيات المساعدة ومهارات الإدارة الذاتية الأساسية والمهارات الشخصية ومهارات العلاقات والمناصرة مما ساعدها على تقييم حالة ابنها وتحسين مستوى تواصلها معه وتعاونها مع المعلمين في المدرسة.

“يجب ألا نستسلم. كنت أتوتر كثيراً من وضع ابني في البداية وأريده أن يتحسن بسرعة. إلا أننا لا يمكننا الوصول إلى الهدف دون تخطي المراحل التدريجية. تعلمت الصبر، حتى لو كانت العملية بطيئة. علينا أن نعترف أن القدرات تختلف من شخص لآخر وأن نتقبّل الوضع وأن نتعامل معه لنساعده على التطور.”

من خلال المهارات التي طورَتها خلال الشهرين الماضيين، أصبحت علياء الآن أكثر ملاحظة للتحديات التعليمية التي يواجهها ابنها وبدأت بقضاء المزيد من الوقت في إشراكه وتكرار المواضيع له بواسطة أدوات الأنشطة المنزلية التي وفرها البرنامج. يبلغ ابن علياء، حمزة، سبع سنوات ويعاني من صعوبات في المبادئ الأولية بالرياضيات ولفظ الأحرف الأبجدية. أوضحت علياء أنها قد شهدت تحسناً كبيراً معه خاصة باستخدام تمارين تشكيل الأسلاك والكرات الملونة. حيث استمتع حمزة بالتمارين وأصبح يبدع بنفسه باستخدام أعواد الأسنان والمعكرونة وكرات القطن ليشكل الأرقام والأحرف.

أشركت علياء العائلة بأكملها، والده وأشقاؤه الثلاثة الأكبر منه في التمارين ليزيدوا من تواصلهم مع حمزة، كما ذكرت أن التواصل مع المعلمين عبر تطبيق Zoom عزّز من علاقتها وزاد من فرصة مناقشة تطور ابنها مع المعلمين في المدرسة.