تيماء فيصل، فتاة أردنية واجهت تحديات المجتمع ومعيقاته؛ حين قررت منتصف العام الحالي الانضمام إلى فريق متطوّعي الدفاع المدني الأردني، لتبدأ مسيرة غير اعتيادية في مجال العمل التطوعي، وهي تخضع اليوم لتدريبات صارمة تتمحور حول كيفية التدخّل السريع في عمليات الإنقاذ في حال حصول كوارث أو حوادث كُبرى، وهو أمر غير مألوف في المجتمع الأردني إذ يقتصر دور الفتيات في الدفاع المدني على الإسعافات الأولية في سيارات الإسعاف.

لم يكن التحاق تيماء بفريق متطوعي الدفاع المدني، أمرا غريبا بالنسبة لها، فقد قضت أعوام دراستها ما بين مقاعد التعليم أمام الكتب وبين العمل الكشفي التطوّعي، في مسقط رأسها بمدينة إربد، لتواصل بعد ذلك الانخراط والتعمّق أكثر في المجال بكل بجد وعزيمة وشغف ورغبة أكبر بالعطاء وتقديم ما هو أفضل للمجتمع بعد أن انتقلت للعيش في مدينة العقبة مع عائلتها بعد انهاءها دراسة المرحلة الثانوية، إذ انضمت إلى إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي المعنية بالعمل التطوّعي بهدف الاطلاع على كل المستجدات والفعاليات التطوّعية، كي تشارك بأكبر قدر ممكن منها.

تخوض تيماء تجربة غير مسبوقة في مجال التطوّع في الدفاع المدني. في الصورة: تيماء فيصل

تقرّ تيماء بصعوة تجربة التطوّع مع فريق الدفاع المدني الأردني، لاسيما أنها شابة في مقتبل العمر، وأن المهام الموكلة لها غير اعتيادية، إذ أنها كانت تشعر بالخوف والذعر في الأيام الأولى من التدريب، لكنها أصرت على خوض التجربة والاستمرار بها، إذ تقول: “كنت مصممة على النجاح وإظهار قدرة النساء والفتيات على العمل في الدفاع المدني الأردني”.

في الوقت الذي انحصرت فيه مهام المرأة العاملة في الدفاع المدني الأردني بتقديم خدمات الإسعاف الأولي، كسرت تيماء حاجز الرهبة والخوف، وغيّرت النهج والطريق، لتصبح أنموذجا يحتذى به  وتقتدي به النساء والفتيات في مجتمعها.

بفضل خبرتها الإيجابية التي اكتسبتها خلال التدريب مع فريق الدفاع المدني الأردني، عرفت تيماء نقاط قوتها ومدى قدرتها على الخوض في تجارب جديدة لتكون من خلالها أنموذجا إيجابيا وقدوة حسنة يُقتدى بها.

وفي مواصلة لنهج العطاء والتقدّم وإثبات قدرات الفتيات والنساء، انضمت تيماء في أيلول (سبتمبر) 2019 إلى فريق متطوعي المبادرات المجتمعية التي تنظّمها هيئة أجيال السلام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وها هي اليوم تسعى جاهدة لاستغلال تجربتها وخبراتها لدعم النساء والفتيات في مجتمعها وزيادة الوعي بقدراتهن، بهدف تنمية المجتمع المحلي،  من خلال تطوّْعها في العديد من المجالات كرسم الجداريات على جدران المدارس والمشاركة في إعداد وتنفيذ مسرحيات توعوية، جميع هذه المبادرات يقودها وينفذها شباب وشابات من المجتمع المحلي بهدف تفعيل خطة العمل الوطنية الأردنية المتعلقة بقرار مجلس الأمن رقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن، وتشجيع الفتيات والنساء على الانخراط في مجالات الأمن والسلام.