في هذه السلسلة التي تتمحور حول تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، سيعمل مجموعة من الشباب على إجراء مقابلات حوارية مع شخصيات نسائية بارزة، استطاعت صنع التغيير الحقيقي وترك الأثر الإيجابي في مجالات كان العمل فيها متقصرا على الرجال.

تنضم هيئة أجيال السلام إلى سلسلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي تحمل عنوان ” المساواة بين الأجيال”، التي تتولى فيها فئة الشباب زمام الأمور، فيعملون على إجراء المقابلات مع نساء برزن في مجالات قيادية وعملن على إحداث تغيير حقيقي وترك أثر إيجابي في مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

أجرى إبراهيم أبو الهوب، 25 سنة، متطوع في برنامج “العمل الشبابي من أجل المرأة والأمن والسلام” الذي تنفذه هيئة أجيال السلام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بدعم من الاتحاد الأوروبي، مقابلة مع رئيسة قسم النوع الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية وعضو الائتلاف الوطني لتفعيل خطة العمل الوطنية الأردنية (JONAP) لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام، منى الرفوع.

أبراهيم أبو الهوب ومنى الرفوع، خلال مقابلة حول تمكين المرأة والتحديات التي تواجهها في بيئة العمل في الأردن. الصورة لصالح: هيئة أجيال السلام، نور أبوزيد

 

 

 

يؤمن إبراهيم أبو الهوب، 25 عاما، بأن الشباب والنساء يمتلكون القدرة على لعب أدوار رئيسية في مجال منع نشوب الصراعات وبناء السلام وتعزيز الأمن، وهذا ما دفعه للتوجه نحو العمل التطوعي في برنامج العمل الشبابي من أجل المرأة والأمن والسلام، الذي تنفذه هيئة أجيال السلام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة.

خلال حديثها مع إبراهيم، أكدت الرفوع على أهمية استمرارية عملية دعم المرأة وتمكينها، قائلة: “لأن تمكين المرأة ينعكس على جميع مجالات الحياة، إذ أن تمكينها يعد بمثابة تمكين المجتمع بأسره، فالمرأة القادرة على اتخاذ القرارات، ستكون قادرة على تربية الأجيال وتنشئتها بالطريقة الصحيحة”.

وأشاد إبراهيم، بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الرفوع وأضاف: ” علينا عدم التقليل من أهمية تمكين المرأة، فعندما نشاهد الأمثلة الحقيقية والنماذج الناجحة للقيادات النسائية، فإن المزيد من النساء سيقتدين بهن وسيسعين للنجاح”.

متى ولماذا انضممت إلى هذا المجال؟ ­­

منى: لقد بدأت مسيرتي العملية في وزارة التنمية الاجتماعية في عام 1999، اكتسبت خلالها الكثير من المهارات والخبرات، وفي عام 2011   بدأت العلم في مجال تمكين المرأة والنوع الاجتماعي، وهو اليوم بمثابة شغف حقيقي أستمتع باتباعه والدفاع عنه.

عندما قررت خوض التجربة في مجال دعم المرأة، كنت على يقين بأن الكثير من التحديات والمعيقات ستواجهني، لكن إيماني بهذه القضية، ويقيني التام بأن لدي القدرة والقوة على مواجهة هذه التحديات أعطياني دفعة إضافة وحافزا أكبر لخوض التجربة وعدم التنازل عنها، فلقد كنت وما زلت جزءا من الائتلاف الوطني للمرأة والأمن والسلام، وأنا سعيدة جدا بأنني كنت عضوا في هذا الإتلاف كما ساهمت في وضع خطة المرأة والأمن والسلام استجابة لقرار مجلس الأمن رقم 1325.

كما أنني أشعر بسعادة عارمة في كل مرة أعمل على دعم وتشجيع النساء على أن يصبحن فاعلات في المجتمع، والإنجازات الكثيرة والملموسة التي استطاع قسم النوع الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية تحقيقها، دائما ما تحفزني لإنجاز المزيد وصناعة التغيير نحو الأفضل، وأنا فخورة جدا بأن نسبة الوعي بضرورة تمكين النساء وتفعيلهن في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها، قد ارتفعت بشكل ملحوظ.

ما التحديات التي تواجهينها أنت وغيرك من النساء في مجال العمل هذا؟

منى: هنالك تحديات كثيرة تواجه المرأة الأردنية بشكل عام، فهي تواجه التحديات في المجال الاقتصادي والمجال السياسي والاجتماعي وغيره، أما على الصعيد الشخصي فإن أبرز التحديات التي واجهتها، هي إقناع الزملاء في الوزارة في بداية مسيرة العمل، بضرورة التركيز على النوع الاجتماعي والمساواة بين الرجل والمرأة، لكنني استطعت التغلب على هذه التحديات من خلال محاججتهم بطريقة علمية قائمة على الدراسات والحقائق والإحصائيات، مما ساهم بشكل كبير في تقبّلهم للفكرة والمساهمة في دعم المرأة داخل الوزارة وخارجها.

 

 برأيك، ما الأمور الواجب تغييرها في الجانب المتعلّق بالمرأة في الأردن؟

منى: أنا أؤمن إيمانا مطلقا بضرورة توفير مساحة أكبر للمرأة لتمكينها اقتصاديا، بالإضافة إلى توسيع رقعة الفرص المتاحة لها في جميع المجالات. كما يجب مد يد العون للنساء من ضحايا العنف والصراع، وتقديم الدعم لهن ليتمكن من شق الطريق نحو النجاح، كما أتمنى أن يصبح للمرأة الأردنية دورا أكبر في صنع السلام، ونشره في كل بقاع الأرض.

وأعتقد أن على مؤسسات الدولة دعم فكرة أن يكون تمكين المرأة اقتصاديا ضمن أولوياتها، لأن تمكين المرأة اقتصاديا يضعها خارج دائرة الفقر والعنف مما يعني إتاحة الفرصة الحقيقية لها للخوض في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.

 

هذه سلسلة خاصة لحملة المساواة بين الجنسين التي تنظمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة للأمم المتحدة، وتهدف إلى خلق حلقة وصل بين الأجيال، إذ تعزز التواصل بين الناشطين الشباب والناشطات المخضرمات في مجال حقوق المرأة، بهدف تبادل وجهات النظر حول القضايا السائدة في الوقت الحالي، وتعمل هيئة أجيال السلام وهيئة الأمم المتحدة، وبدعم من الاتحاد الأوروبي على  إشراك ما يزيد عن 33 ألف شاب وشابة من جميع أنحاء الأردن في برنامج يهدف إلى زيادة الوعي بالدور الهام الذي تلعبه المرأة في مجال الحد من الصراعات وتعزير الأمن والسلام، والذي يحمل اسم ” العمل الشبابي في مجال المرأة والأمن والسلام“.