من الممكن قياس جودة الحياة في أي مجتمع، عبر قياس الحقوق والمواقع المتقدمة التي تحرزها المرأة في ذلك المجتمع! ولعل مؤشر المساواة بين الجنسين في أي بلد هو باروميتر التقدّم والاستقرار التي تحققه هذه البلدان، للمرأة أدوار لا يمكن حصرها، ولا يمكن وضعها في مغبّة التنميط أو الصورة الثابتة، لأن وجود المرأة وفعاليتها هي حدث ديناميكي متنوّع يدفع المجتمع ككل نحو مستوى حياة أكثر أمانًا من جميع النواحي.

كان العام الماضي عامًا قاسيًا على البشرية ككل، لكن وبسبب أن الكثير من المجتمعات تضع المرأة موضع قاعدة الهرم فيها، أو لأنها تؤخرها عن القيادة أو الصفوف الأمامية، وقد يصل الأمر لحرمانها الكثير من حقوقها الأساسية، هذه الأسباب جميعها جعلت من عبء جائحة كورونا حدثًا مضاعفًا على النساء وربما على جميع المجتمع!

كان الضغط هائلًا ومعيقًا وعنيفًا أحيانًا، لكن القيادات الشابة من الآنسات والسيدات من متطوعينا في كل أنحاء العالم، كان لهن رأي مختلف حول كسر النمطية، وتعزيز كفاءة المساواة في مجتمعاتهم، والمساهمة في تخليص محيطهم من مفاهيم التمييز في أي حقل تخوض غماره المرأة.

أطلعتنا عينة من هذه القيادات على رأيهن، عبر الإجابة على سؤالنا (كيف تواجهين التمييز بين الجنسين في مجال عملك؟ وكيف تعملين  من أجل عالم تسوده المساواة بين الجنسين؟) وكانت إجاباتهن تختزل التحديات والطموحات والجهود المقامة لأجل عالم تسوده المساواة، أجبن أسئلتهن وهن يرفعن الكف مشاركة منهن في تحدي يوم المرأة العالمي 2021 والذي جاء بعنوان #اختاري_التحدي

 

نا أدي بواتينج، غانا

تقول نا أدي بواتينج من غانا أنها عادة ما تختار القيام بنوعين من الفعل لمكافحة التمييز ضدها؛ الأول هي أن تقوم بإظهار كفاءتها ومهارتها وقدراتها، وهذا كما تقول (ينزع فتيل أي تحيزات أو أفكار مسبقة ضدي كامرأة)، أما السلوك الثاني فهو العمل على تثقيف المحيطين بالذات من أصحاب المواقف المتحيزة ضد المرأة، وتختم قولها حول موضوع رأي الناس في المساواة (لقد أدركتُ أن الكثير من الناس قد شكلوا أفكارًا للتحيز من المعلومات المضللة، والتعليم هو أحد طرق التعامل مع هذا).

 

 

مجدولين صلاحات، الأردن 

مجدولين تؤمن أن على المرأة مواجهة التحديات قائلة (نواجه نحن النساء في مجتمعنا مشكلة التمييز بين الجنسين والتي من الممكن أن تؤثر في مجال عمل المرأة، فالمرأة قد تواجها تحديات في المجتمع كالأعراف وتحديد المهن التي من الممكن العمل بها، هذا عطفًا على الكثير من القيود على السيدات مثل اشتراط عدم الانجاب أو ظاهرة التحرّش والاعتداء الجنسي بأشكاله. يجب علينا كجيل واعد مواجهة تلك التحديات وعمل التغيير لتحسين صورة المرأة المعطاءة وتقدير الجهود المبذولة واعطاءها الفرصة الكاملة والعمل على حل المشكلات ومراعاة احتياجات المرأة وعمل دراسات للشروط الموضوعة لعمل المرأة والتركيز على الإنتاجية والكفاءة).

 

 

تيماء العمري، الأردن

تعرب تيماء عن وعيها على التمييز وتنادي بإنهائه قائلة (من المرجح ان أواجه الكثير من العقبات المتداخلة في العمل، ولمواجة التمييز في العمل نستطيع إشراك الجنسين بالأنشطة المجتمعية، وحتى تسود المساواة بين الجنسين يجب أن نعمل على توعية الأقران بأهمية المساواة وما لها من آثار إيجابية على مستقبلهم).

 

 

دانا سلامة، لبنان

تعوّل دانا على الوعي في قضايا التمييز قائلة: (أتحدى التحيز الجنساني في مجال عملي من خلال غرس الوعي لدى الفئة التي لديها تحيزات ضمنية لأن الكثيرين يمارسون التمييز ضمن وعي كامل على هذا الفعل، ثم أعمل على توعيتهم وأواجه التمييز بشكل فوري.

وتقترح دانا حلولًا لمواجهة التمييز قائلةُ: (إن إحدى الطرق الفعالة للغاية لمواجهة التحيز بين الجنسين هي عقد الندوات وورش العمل التي تعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. يمكننا أيضًا استخدام المنصات الإعلامية لتسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة ودعم المساواة، خاصة في المجتمعات وأماكن العمل).

 

غيدا خليفة، لبنان

تتحدث غيدا حول صعوبات تواجهها في عملها بسبب عدم الإيمان بالقيادة النسائية قائلة: (في مجال عملي، والذي يتضمن التعامل مع الشباب من المناطق المهمشة، أجد صعوبة في كسب ثقتهم واهتمامهم كمدربة لهم؛ وأوضحوا منذ البداية أنهم يفضلون المدرب الذكر. إنهم يقوضون قدراتي بسبب نوعي الجنسي لأن القيادة النسائية معترف بها في المكان الذي نشأت فيه.

وحول طريقتها في تحدّي التمييز تقول غيدا: (أتأكد من العمل على هذه النقطة من خلال إثبات أنني أبذل الكثير من الجهد مثل أي رجل آخر في الفريق. والجميع في النهاية سوف يرى مدى قوة النساء في فريق العمل، وأنهن على قدرة تامة للتعامل مع المجموعة وقيادتها بدون أية صعوبات، حينها تتطور الثقة بيننا، وعلاوة على ذلك يتأكد أعضاء الفريق من الصورة النمطية عن فروقات الجنسين غير المبررة، وذلك سوف يضمن المساواة في التعامل بين النساء والرجال، والثقة في قدرة النساء على أداء المهمات الموكلة لهن.

 

روث بالا، نيجيريا

تقول روث حول واجب تحدي التمييز بين الجنسين: (أتحدى التحيز ضد المرأة من خلال مساعدة النساء على التميز في وظائفهن الرسمية، مما يؤدي بهن إلى أن يصبحن قويات ويشغلن مناصب عليا. إن ضمان المساواة بين الجنسين أمر مفروض علينا جميعًا!).

 

 

 

برانكا ماركوفيتش، جمهورية مقدونيا الشمالية

يتركز اهتمام برانكا بأن ترسم سياسات تقييم للموظفين على أساس الكفاءة وليس الجنس، فتقول حول ذلك: (بصفتي امرأة قيادية، فأنا أعتبر نفسي أمثل جميع النساء ، وأعمل على أن أثبت أن بمقدورنا إدارة جميع التحديات التي تواجهنا، خاصة في موقع العمل، وهذا هو سبب إصراري الدائم على أن يتم تقييم الموظفين على أساس الجودة والتفاني في العمل وليس بناء على الجنس، حتى أكون متأكدة أن التحيز الجنسي لا يؤثر بتاتًا على هذه التقييمات، وأن بيئة العمل تحتوي على قدر كافي من المساواة بين الجنسين).

 

 

غيزيم هاجريديني، جمهورية مقدونيا الشمالية

عن الشجاعة وقوة المرأة في مواجهة التحدي تقول غيزيم: (كانت شجاعتي أقوى أداة استخدمتها لتحدي التحيز من أجل تحقيق هدفي المتمثل في تعزيز المساواة بين الجنسين. بصفتي أم استخدمت نفس الأداة حتى أتمكن أيضًا من حماية بناتي، حتى في قضية قانونية تتعلق بميراثهن. لا ينبغي للمرأة القوية أن تقبل المسوغات من أحد!).

 

 

ثانامال هيواج رينوكا ، سريلانكا

ثانامال وبحكم موقعها الإداري في المؤسسة التي تعمل بها تقول: (أعمل في القطاع المالي مع كل من النساء والرجال في مكان عملي. أنا أعمل معهم دون تحيز أو أفكار مسبقة وأدعمهم دائمًا دون التفكير في أي تمييز. بصفتي امرأة تعمل في منصب إداري في مكان عملي، فأنا أدعم النساء بشكل خاص ليعثرن على مواهبهن الداخلية ومهاراتهن القيادية لأن نساء اليوم يتنافسن مع الرجال في كل مجال).

وتكمل حول الدور القيادي للسيدات قائلة (غالبًا ما تكون النساء أبطالًا مجهولين! اليوم، هناك العديد من القيادات النسائية البارزة والنساء العاملات في القطاعات المالية، أكثر بروزًا من أي وقت مضى! ومع ذلك، فإن إحصاءات مكان العمل تحكي قصة مختلفة تمامًا. لا تزال المرأة غير ممثلة تمثيلًا كافيًا على كل المستويات في الأعمال التجارية، والمناصب العليا هي الأكثر نقصًا في حضور المرأة، لذلك فإن إبراز قوّة المرأة هو واجب الجميع نحو المزيد من المساواة بين الجنسين في مكان العمل).