في يوم المعلم العالمي، نستذكر دور المعلمين في دعم الأطفال وطلبة المدارس

ألقت جائحة كورونا بظلال الإغلاقات على جميع أنحاء العالم، وفرضت قيودا على طبيعة الحياة اليومية للناس؛ كالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والعمل والدراسة عن بعد، وكان للعملية التعليمية نصيبا لا يستهان به من التغيرات والآثار السلبية للجائحة.

وبالرغم من كل التحديات التي واجهت الطلبة والمعلمين في عامهم الدراسي، وغيابهم عن مقاعد الدراسة وساحات اللعب، إلا أن الإرادة الحقيقة والرغبة في تنشئة الأجيال على الحب والسلام، دفعت العديد من المعلمين إلى ابتكار حلول وطرق تمكنهم من مواصلة العملية التعليمية ورفد الطلبة بكل ما يضمن لشحذ هممهم وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم.

وفي يوم المعلم العالمي، نسلّط الضوء على جهود متطوّعينا في المدارس من المعلمين الذين عملوا جاهدين لضمان سير العملية التعليمية بكل يسر ونجاح، لنتعرّف على أبرز التحديات التي واجهتهم والحلول الإبداعية التي ابتكروها للمضي قدما نحو النجاح مع طلبته.

أريج الجراح، الأردن

 لم يكن عام 2020 سهلا أبدا، فمنذ أن حلّت علينا جائحة كورونا واجهنا كطاقم تدريسي في المدارس صعوبات عدة، وبصفتي معلمة مسرح، كان العبء علي مضاعفا، فكيف لي أن أكتب سيناريو مسرحية وأدعوا الطالبات لتأديتها عن بعد من غير مسرح وتجمع لشخصيات القصة، في بداية الرحلة مع جائحة كورونا أصبت بحالة من الحزن والإحباط، فأنا أحب الفن وأسعى جاهدة لتعليمه للأجيال، جيلا بعد جيلا، لكنني لم أيأس أبدا، وبدأت بالتفكير بحلول أستطيع من خلالها مواصلة عطائي ودعم طلبتي في ظل الأزمة التي نمر بها، وتمكنت فعلا من ابتكار المسرح الرقمي، حيث تقوم كل طالبة بتأدية دورها المسرحي عن بعد من خلال استخدام تقنيات الاتصال الجماعي عبر الإنترنت، وبالرغم من أنني استطعت ابتكار هذ الحل، إلا أن بعض أولياء الأمور لم يتقبلوا فكرة أن تنشغل بناتهم في التدريب على فنون المسرح، لكنني استطعت كسب تأييدهم بإقناعهم بفوائد الفن وآثاره الإيجابية على الأفراد والمجتمعات، وأنا أشعر بالفخر لأنني استطعت تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطلبة في ظل حظر التجوال والحجر المنزلي، فبالرغم من أنهم كانوا بعيدين عن بعضهم، إلا أن المسرح الرقمي جمعهم وعزز مهاراتهم.

 

شامشيف تالنتبك، قرغيزستان

أعتقد أن للمعلمين دورا مهما وأساسيا في مجتمعاتنا، إذ أن مستقبل الأسرة والمجتمع والبلاد وحتى العالم أجمع يعتمد على جهودهم وعملهم.

وفي وقت نواجه فيه العديد من المصاعب والعقبات في العملية التعليمية خلال جائحة كورونا، أعتقد انه يتوجب علينا المحافظة على رسالتنا ودورنا الأساسي في المجتمع كمعلمين، وعلينا توجيه طلبتنا نحو مستقبل أكثر إشراقا، علينا ألا نتوقف عن دعمهم، فلدورنا أثر  إيجابي كبير على الأجيال القادمة.

بالنسبة لي أنا أعمل جاهدا على تحفيز نفسي بتذكيرها بأن العمل الذي أقوم به، لهُ بالغ الأثر في حياة طلابي، وهذا بحد ذاته يشعرني بالسعادة.

سلافيكا، جمهورية مقدونيا

لقد التحقت في المجال التعليمي، لرغبتي الكبيرة في مد يد العون للأطفال وطلبة المدارس وترك أثر حقيقي في حياتهم، وفي ظل ما نمر به اليوم من ظروف صعبة جرّاء جائحة كورونا، التي أثّرت سلبا على القطاع التعليمي وزادت من صعوبة عملية التواصل مع الطلبة بشكل مباشر، وعزلتهم عن بعضهم البعض مما أدى إلى إعاقة عملية تشكيل الصداقات فيما بينهم،  عملتُ جاهدة بالتعاون مع زملائي المدرسين على دعم وتوجيه وإرشاد طلبتنا خلال هذه الفترة، وقد حرصنا على الاستفادة من منصات التواصل الرقمي قدر الإمكان لدمج الطلبة وتعزيز المشاركة والتفاعل فيما بينهم، وأنا مؤمنة بأننا سنحصد الأثر الإيجابي لما قمنا به خلال هذه الفترة، وسنلمسه في شخصيات الطلبة خلال السنوات المقبلة.

برنارد بوسي، أوغندا

كان لجائحة كورونا أثرا واضحا على حياتي الشخصية والعملية بصفتي معلما في إحدى المدارس في أوغندا، فقد أصبنا بحالة من القلق جراء عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والخشية من تدهورها في المستقبل، وبالرغم من تردي الأوضاع، استطعت التغلّب على تحديات هذه الأزمة من خلال التفكير النقدي والسعي نحو حل المشكلات بطرق مبتكرة ونقل هذه المهارات إلى طلبتي.

كما أنني عملت على تسخير منصات التواصل الرقمية، لتعزيز العملية التعليمية وجعلها أكثر تفاعلية، وأنا أشجع جميع الناس حول العالم على تعزيز مهاراتهم ونقلها للآخرين، لأننا حتما سنستطيع بذلك التغلب على هذا الوباء.

آلاء عمر، اليمن

لم يكن العام الدراسي الماضي سهلا أبدا، فمنذ أكتوبر 2019، لم تفتح المدارس أبوابها، بسبب إضراب المعلمين، الذين يطالبون بتحسين أوضاعهم الاقتصادية في ظل التضخم وارتفاع الأسعار. 

ومن خلال عملي التطوّعي ومجموعة من زملائي في هيئة أجيال السلام، سعينا جاهدين لإقناع مديري المدارس بالسماح لنا باستخدام الصفوف المدرسية ليتاح لنا دعوة الطلبة للتدريب في برامجنا، لكن جهودنا لم تكلل بالحصول على الموافقة. 

وبالرغم من كل العقبات التي مررنا بها لم نمل أبدا، وواصلنا البحث عن مكان نستطيع فيه جمع الطلبة لتدريبهم، وتمكنا بالفعل من عقد برامجنا وتدريب الأطفال لتعزيز النمو الاستكشافي والنفسي عن طريق الرسم خلال جائحه كورونا كما قمنا بتأهيلهم للعودة إلى المدارس. 

أما في الوقت الحالي، فقد فُتحت المدارس، وقررنا استئناف برامجنا داخل الحرم المدرسي، والبدء بتدريب الطلبة مع أخد كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا.

 

إدسون تشيرودزا، زمبابوي

نحن نعيش في أكثر الأوقات صعوبة على مر التاريخ، ويتطلب هذا الظرف الصعب منا كمعلمين أن نكون على قدر التحدي، وأن نقود عملية العطاء والسلام والأمن.

وبالرغم من أن العديد من المدارس والمؤسسات التدريبية أَغلقت أبوابها للوقاية من خطر انتشار فيروس كورونا، مما جعل مواصلة النمط التقليدي للتعليم صعبا، إلا أننا استطعنا التكيّف بسرعة وانتقلنا إلى التدريس عبر المنصات الرقمية.

أعتقد أن المعلمين استطاعوا إثبات قدرتهم على إدارة الأزمات وبناء مستقبل أكثر إشراقا.

في يوم المعلم العالمي، أتمنى السعادة للجميع.

مريم عبد الرحمن، غانا

في بداية جائحة كورونا، انتابني شعور بالعجز، كباقي زملائي المعلمين، لكنني كنت أسعى لتقديم يد المساعدة في ظل هذه الجائحة، لذلك قمت بتطوير مهاراتي الشخصية وعززت من ثقتي بنفسي، مما منحني القدرة والثقة لمساعدة زملائي، وباعتبار أن الوصول إلى المواد التعليمية لم يكن أمرا سهلا ومتاحا للجميع، فبينما تمكن بعضهم من تلقيه عبر الإنترنت، لم يتمكن آخرون من ذلك لعدم توفّر الأدوات التكنولوجية التي يحتاجونها، فقد حاولت جاهدة تقديم يد المساعدة من خلال إعطاء هؤلاء الطلبة دروسهم عبر الهاتف، وبهذا ساهمت في تضييق هذه الفجوة، وعلينا جميعا أن نعمل على ذلك، فكما قلت لطلبتي: “يجب أن نكون جزءًا من الحل، لا جزءا من  المشكلة”.