تشارك هيئة أجيال السلام في سلسلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي تحمل عنوان ” المساواة بين الأجيال”، التي تتولى فيها فئة الشباب زمام الأمور، فيعملون على إجراء المقابلات مع نساء برزن في مجالات قيادية وعملن على إحداث تغيير حقيقي وترك أثر إيجابي في مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

أجرت روان أبو شطيرة، 29 سنة، متطوعة في برنامج “العمل الشبابي من أجل المرأة والأمن والسلام” الذي تنفذه هيئة أجيال السلام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بدعم من الاتحاد الأوروبي، مقابلة مع رئيسة قسم تمكين المرأة وملتقى البرلمانيات في مجلس النواب الأردني وعضو الائتلاف الوطني لتفعيل خطة العمل الوطنية الأردنية (JONAP) لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام.

روان أبو شطيرة وسعاد الخطيب، خلال مقابلة حول تمكين المرأة والتحديات التي تواجهها في بيئة العمل في الأردن. الصورة لصالح: نور أبوزيد، هيئة أجيال السلام.

شغف روان أبو شطيرة، 29 عاما، بالدفاع عن المرأة والتوعية بحقوقها وضرورة تمكينها وأهمية المساواة بين الجنسين، قادها للتطوع في برنامج ” العمل الشبابي من أجل المرأة والأمن والسلام” التي تنفذه هيئة أجيال السلام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بدعم من الاتحاد الأوروبي، والذي يشارك فيه ما يزيد عن 33 ألف شاب وشابة من جميع أنحاء الأردن، ويهدف إلى إشراك الشباب في توعية المجتمعات بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في مجال الحد من الصراعات وتعزيز الأمن والسلام.

خلال حديثها مع روان، أكدت سعاد أن المرأة في الأردن استطاعت تخطي الكثير من العقبات ومواجهة الكثير من التحديات، إلا أن مسيرتها العملية لازالت تتخللها بعض الصعوبات التي من الواجب وضع حد لها.

وأكدت روان خلال المقابلة، على ضرورة دعم النساء والفتيات خصوصا في بداية مسيرتهن المهنية، قائلة: ” أنا كشابة أواجه العديد من التحديات لكنني أسعى جاهدة لتجاوزها، كما أنني أطمح لتحقيق نجاح حقيقي” كما أبدت روان سعادتها بإجراء هذه المقابلة، لأن سعاد ألهمتها كثيرا للاستمرار في العمل والبذل في سبيل تحقيق النجاح.

متى ولماذا انضممت إلى هذا المجال؟ ­­

سعاد: لقد بدأتُ مسيرتي المهنية في القطاع الخاص، وفي ذلك الوقت كان دور المرأة مقصورا على المهام السكرتارية والطباعة وإعداد البيانات، وكنت أشعر بشكل دائم بأن لدي القدرات والطاقات لإنجاز مهام أكبر من المهام الموكلة إلي، فقررت البحث عن فرصة عمل أخرى أستطيع من خلالها البذل والعطاء وإظهار قدراتي ومهاراتي كسيدة، فالتحقت في مجال العمل الحكومي بمجلس النواب الأردني عندما كنت في سن الثلاثين، وبدأت أصعد سلّم النجاح خطوة خطوة إلى أن أصبحت رئيسة قسم تمكين المرأة وملتقى البرلمانيات في مجلس النواب الأردني، وأنا أعتقد أن النجاح الذي حققته خلال مسيرتي المهنية سيلهم العديد من الفتيات والنساء.

ما التحديات التي تواجهينها أنت وغيرك من النساء في مجال العمل هذا؟

سعاد: أبرز التحديات التي واجهتها في بداية رحلتي العملية هي نظرة زملاء العمل للمرأة، فبالرغم من أنني حظيت بدعم حقيقي من رئيس مجلس النواب، حيث كان يساندني ويقف بصف القرارات المتعلقة بدعم وتمكين المرأة، إلا أن هذه الرؤية لم تكن موجودة عند جميع الزملاء فالبعض منهم كانوا ينتقصون من قدرات المرأة وإمكانياتها، وطالما تمنيت أن يتم النظر إلى قدراتي ومهاراتي من دون أدنى انتقاص.

كما أنني كنت أعمل في مجالات لا تطلّب مجهودا ذهنيا حقيقيا، بالرغم من أنني كنت مؤمنة بقدراتي ومهاراتي القيادية، لكنني استطعت التغلّب على هذه المعيقات، من خلال الإنجازات التي كنت أحققها، بالإضافة إلى جودة العمل العالية، كما أن قوة شخصيتي ساعدتني بمعرفة الطرق والأساليب الصحيحة للتصرّف عندما أتعرّض لموقف ينتقص من قدراتي كامرأة، باختصار، مهاراتي العملية وحنكتي وذكائي كانت هي الأدوات الأبرز التي استخدمتها خلال بدايات مسيرتي العملية الصعبة، ولا زلت أعتمد على هذه الأدوات لصعود سلّم النجاح.

 برأيك، ما الأمور الواجب تغييرها في الجانب المتعلّق بالمرأة في الأردن؟

سعاد: هنالك الكثير من الأمور الواجب علينا تغييرها، والأمر يبدأ من تمكين المرأة وتعريفها بقدراتها الحقيقية وحقوقها وواجباتها، وإتاحة الفرص لها للتميّز والإبداع والقيادة، كما أعتقد أنه من الواجب التركيز سن التشريعات والقوانين التي توفّر الحماية للمرأة ومساواتها بالحقوق والواجبات مع الرجل في كافة المجالات مثل خطة العمل الوطنية الأردنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام ، بالإضافة إلى العمل على زيادة التوعية المجتمعية في الموضوعات التي تتعلّق.

كما أنني أؤمن إيمانا مطلقا بأن تمكين المرأة ودعمها في جميع المجالات والأصعدة، يساهم بشكل مباشر في تسريع عجلة النمو والريادة على المستوى المحلي والوطني والدولي، فهي تمتلك المهارات والقدرات الكافية لقيادة أي نوع من التغيير، وإدارة أي أزمة أو رؤية مستقبلية للتطوّر والنمو والرفعة والازدهار على مستوى العائلة والمجتمع والبلد والعالم.

هذه سلسلة خاصة لحملة المساواة بين الجنسين التي تنظمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة للأمم المتحدة، وتهدف إلى خلق حلقة وصل بين الأجيال، إذ تعزز التواصل بين الناشطاين الشباب والناشطات المخضرمات في مجال حقوق المرأة، بهدف تبادل وجهات النظر حول القضايا السائدة في الوقت الحالي، وتعمل هيئة أجيال السلام وهيئة الأمم المتحدة، وبدعم من الاتحاد الأوروبي على  إشراك ما يزيد عن 33 ألف شاب وشابة من جميع أنحاء الأردن في برنامج يهدف إلى زيادة الوعي بالدور الهام الذي تلعبه المرأة في مجال الحد من الصراعات وتعزير الأمن والسلام، والذي يحمل اسم ” العمل الشبابي في مجال المرأة والأمن والسلام”.